في غرفه قمر وغيث …انتظرت قمر غيث طويلا…لانه دخل الي المكتب بحجه ادارة اعمال متعلقه بالمصنع…وعليه تجهيزها غدا…ولكنه السبب الرئيسئ لمكوثه في المكتب واستغراقه وقتا طويلا…لكي يتهرب من الأسأله التي تخص مشكله عمتها…وكان يتمني ان يصعد اليها ويجدها نائمه…مثل ما يحدث في باقي الايام…لكن ما باليد حيله…عليه هو الاخر النوم…لمواصله العمل غدا…تنهد ثم نهض وخرج من مكتبه وصعد الي غرفته وفتحها فوجدها ما زالت تنتظره…فتوجس منها جدا…دلف الي غرفته وتنحنح قائلا

=انتي لسه صاحيه…اصلها ايه…ما كل مرة بلاقيكي نايمه…ولا اشتاقتي للسهر زى زمان…بس علي فكرة السهر معايا ممل جدا…انا بحب انام بدرى.
نهضت من علي الفراش ونظرت له بعينين ماكرتين واقتربت منه ونفخت في وجهه نفحات رقيقه قائله بنعومه
=انا كنت مستنياك…وانت عارف كويس اني مستنياك…ومع ذلك سيبتي اسهر المده دي كلها…مع اني خلاص كنت اتعودت انام بدرى…
اقترب منها ومسكها من خصرها مقربها اليه حتي تلتصق في صدره قائلا باستمتاع
=ايه اتعديت مني …بقيتي بتنامي بدرى زيي…لا وبقيتي ذكيه زيي …وبتفهميني كمان…حقيقه انا قصدت اتأخر علشان اطلع الاقيكي نايمه.
ابتلعت قمر ريقها وهتفت بصوت مبحوح قائله
=للدرجه دي …مش عايزة تشوفني…انا غلطانه اني عودتك لما تيجي بتلاقيني نايمه…بس علي فكرة انا مستنياك علشان ترد علي اسأله كتير بدور في دماغي.
نظر في داخل عينيها وتعمق في نظرته قائلا بشغف
=طب والاسأله دي مينفعش تستني لبكرة…اصل بصراحه انا قدام عيونك الحلوة دي مبعرفش اجاوب صح…اخاف اجاوب غلط اضيع الدنيا.
قمر بارتباك
=غيث …انت قلتيلي اللي حصل قبل كده معدش هيحصل تاني…وقولتيلي انك بعد كده هتصارحني بكل حاجه…زى ما انا صارحتك بكل حاجه.
ابتسم بسخريه قائلا
=انتي كدابه يا قمر…لسه عندك حاجات مخبياها عني…وخايفه تصارحيني بيها…مع اني اتمني انك تصارحيني وتقوليلي اللي جوه قلبك.
قطبت قمر جبينها وقالت
=انا صارحت بكل حاجه حصلت معايا…ومعدش في حاجه عندي اخاف منها…انت اللي لسه بتخبي وبتلف وبدور عليا…انت خايف مني.
اتسعت حدقه عين غيث وفرجت شفتيه قائلا
=اخاف منك ليه ان شاء الله…انتي عارفه هدفي كويس…وقلتلك انا ميهمنيش حد…وهنفذ خطه انتقامي…ومحدش هيقدر يعارضني…ابويا نفسه لو كان عايش مكنش هيقدر يمنعني.
ابتعدت قمر قليلاعنه وتحدثت بحزن
=شفت…يبقا انا صح…انت مخبي عني خطتك…علشان خايفه لاروح اقول لماما…وساعتها خطتك تفشل…انت عايز تضيع امي وبس…
اغمض غيث عينيه بمرارة وهتف بألم قائلا
=لو كانت امك بس الوحيده في تدميرى…مكنتش اتجوزتك اصلا…لكان في طرف تاني…والاتنين عندي مساويين وهيأخدوا جزائهم …
ابتسمت قمر بسخريه قائله
=الكلام ده تضحك بيه علي حتت عيله صغيرة…مش عليا يا غيث…انا شفتك بعيني قبلت مصالحه ضياء لعمتي …ورجعتهم لبعض…ده غير كلام عمتي.
اعطاه ظهره قائلا بحنق
=ومن امتي بتصدقي كلام عمتك…مش عمتك دي اللي جت قالتلك ان ابنها معملش فيكي حاجه…ما صدقيتهاش ليه…ولا مش حابه …علشان تفضلي باعده نفسك عني؟
استدارت حوله قمر لتواجهه وجها لوجه هامساه بنعومه تذيب الجليد
انا هفضل باعده نفسي عنك …بس مش كتير…بس مش علشان مش حابه اصدق عمتي…لاااا …بالعكس …هبعد علشان انت مش صريح معايا
نظر لها باستهزاء وجلس علي الفراش ينظر في الفراغ امامه قائلا
=انا بقا مش مصدق كلامها…وبخصوص الكلمه اللي قالتها ان ربنا سترها مع اولادها…معناها ان وديعه مصدقتش ابوها…وشادي كمان…شفتي بقا انا بقولك علي كل حاجه ازاي ومش خايف لتروحي تقولي للست والدتك؟
ذهبت نحوه وجلست علي الفراش بجواره قائله بصوت منخفض
=انا عارفه انك بتثق فيا رغم اللي عملته زمان…بس برضه مكنش له لزوم تصالح عمتي علي جوزها…انا خايفه امي اللي تشتال الذنب كله.
سقطت حماله كنزتها فعدلها لها وهو ينظر الي عينيها قائلا برقه
=متخافيش يا قمر…انا حتي في انتقامي من مامتك هراعي انها ام امراتي…وجده اولادي…وتأكدي ان اللي له النصيب الاكبر هو ضياء .
اخذت يده وقبلتها قائله بعذوبه
=انا واثقه ومتأكده منك ومن كلامك…بس علشان خاطرى …بلاش دايما تبقي غامض…قولي كل اللي جواك…مش هتخسر حاجه يعني.
تحسس غيث وجنتيها قائلا برقه
=الحاجه الوحيده اللي ممكن اخسرها…هو انتي يا قمر…ياللي مغلباني…ياللي مش راضيه تقوليلي ايه اللي جوه قلبك…جربي مش هتخسرى.
اتسعت حدقه عينها وهتفت بمراوغه قائله
=تاني …تاني يا غيث…انا بس عايزة افهم…ايه اللي هخبيه عليك تاني…والله ما في حاجه مخبياها…اقسملك…اهو شكك ده اللي بيرجعنا لورا.
غيث بمكر
=يا قمر…بتتعصبي ليه يا روحي…انا قصدي انك مخبيه عليا…مين اللي ساكن قلبك…مش يمكن حد اعرفه …واتوسطلك عنده…عادي يعني.
ابتسمت بسخريه قائله
=لا والله…انت هتتذاكي عليا…فاهمه انا الحركات دي…علشان هووووب اقولك والله ما في حد في قلبي…غيرك يا سي غيث…مش صح الكلام؟
وضع غيث يده علي قلبه قائلا بمرح
=اخيرا…قولتيها يا قمر…ايوه بقا…انا طلبت منك طلبين…حبيني يا قمر…واتجوزيني يا قمر…اهو حبتيني…لسه بقا ايه يا واد يا غيث الجواز.
جحظت قمر بعينها وفرجت شفتيها قائله
=حيلك حيلك…بزمتك انا قلتلك الوقتي اني بحبك…دي تهيؤات يا غيث…وانا فعلا نفذت طلب من الطلبين …اتجوزتك …لكن حب مش شرط.
اشار لها باصبعه لينفي ما قالته
=لا شرط…وعلي فكرة اللي منعني عنك …ان عارف انك مبتحبنيش…واوعي تفكر السبب التاني هو اللي مانعني عنك…ولذلك انتي بتزويدها.
شعرت قمر بخيبه امل وهتفت بصوت منخفض قائله
=انا مزودتهاش ولا حاجه…والسبب التاني هو ديما اللي هيكون واقف ما بينا…وانا قلتلك قبل كده الحب مش بايدينا…وانا اتعلمت ما احبش .
ابتسم بسخريه وقال
=اتعلمتي متحبيش…يعني كنتي قبل كده بتحبي…ويا ترى بقا من سعيد الحظ اللي كنتي بتحبيه زمان…اعتقد انه مش شادي…لان لو هو كنتي حاربتي علشانه.
ادارت قمر ظهرها تهتف بألم ووجع قائله
=انا اللي بحبه …كنت مستعده احارب الدنيا علشانه…بس للاسف النصيب بيني وبينه حكم بكده…انا معنتش انفعه…ولا انفع غيره…خالص.
اقترب منها غيث بخبث لانه يعلم جيدا انها تتحدث عنه ولكن عليه اخراج الكلمات من فمها …وضع يده برقه علي كتفيها ليديرها امامه قائلا
=انا اللي اقول تنفعي ولا لا…مش انتي…لانك من اللحظه اللي وقعتي فيها علي قسيمه الجواز…بقيت ملكي انا…واي حد جوه قلبك هشيله من جدوره واحط نفسي مكانه.
احست قمر ان روحها خرجت من صدرها لانه صدق اكذوبتها عن الشخص الاخر فقالت بتوتر
=انا تعبانه…وعايزة انام …سهرت انا كتير الليله دي…كده هصحي مصدعه…انت متعبتش…ياريتني ما استنيتك…هو في ايه الليله دي…مش عايزة تعدي.
اخذها بين ذراعيه يحتضنها دافنا وجهه في عنقها لتتسع حدقه قمر وترتجف بين ذراعيه…حاولت التملص منه ولكن دون جدوى …فقد كان تائهه في رائحه البرتقال التي تشع منها او لانه يعتقد دائما ان رائحتها تشبه البرتقال لانه يشبهها تماما …وهو الذ انواع الفاكهه لديه
رحلت ساميه وضياء الي شقتهم استجابه لأوامر غيث لعمته….حيث كان علي عاتقها مهمه واضحه وهي الايقاع بضياء اكثر واكثر…عن طريق تسجيلات صوتيه له وهو يتحدث عن غريمتها غصون…ليتم ايصال هذه التسجيلات الي غصون لتقوم بالفتك به…دون ان يلوث غيث يده بضياء…ومن الجدير بالذكر ان وديعه وشادي انضموا الي غيث وساميه خاصه بعد تأكد وديعه ان والدها يعاني من مرض نفسي وهو حب الذات …دلفت ساميه الي الشقه تبعها ضياء ليجدوا وديعه تنتظرهم فهتفت ساميه بلهفه
=وديعه…انا قلت هتباتي النهارده عند جدك…ايه يا حبيبتي خير…وحشناكي صح…ولا علشان جدك بايت بره فقلتي تحني علينا وتيجي تباتي هنا.
ازاحها ضياء ليحتضن ابنته بشغف قائلا
=لا جدو ولا غيره…وديعه حبيبه قلب بابا…اكيد انا وحشتها…ومقدرتش تبعد عني اكتر من كده…انا مبسوط قوى يا وديعه انك رجعتي هنا تاني
احتضت وديعه والداها وهي تغمض عينها بألم فاخرجتها ساميه من بين احضانه قائله
=بالراحه عليها يا ضياء…هتخنقها بحضنك…البنت مش قادرة تتكلم ولا تتنفس…انما انتي جيتي قبلنا ازاي…احنا لسه ماشيين من عند جدك.
توترت وديعه وظلت ترمش بعيونها وتفرك اصابعها بارتباك قائله
=انا كنت فوق وانتو بتتعاركو…حمزة اتصل عليا علشان يخرجني من الجو اللي انا فيه ده…فنزلت من السلم بتاع الجنينه…وطلبت منه يروحني.
هتف ضياء بعنف قائلا
=والله عال…بقيتي بتخرجي مع اللي اسمه حمزة ده كتير يا هانم…اه ما انا سايبك علي كيفك في بيت جدك ومبتكلمش…لازم اتوقع كده..
ساميه بغضب
=ضياء…وبعدين بقا…فاكر اللي قلناه واحنا جايين…انك هتسيب الاولاد علي راحتهم…ومتدخلش في حياتهم…ولا تحب ارجع انا كمان ونفضها سيرة؟
تحدث ضياء بحنق قائلا
=لا خلاص يا ساميه…انا غلطان حقكوا عليا…بس برضه فهميها وعقليها…انا برضه ابوها…لازم اعرف هي راحت فين…واديلها الاذن.
ابتسمت ساميه لقدرتها في كبح جماح ضياء وقالت
=طبعا يا ضياء…بعد كده وديعه هتستأذنك الاول…اعذرها…هي بتشوفنا دايما في مشاكل…فلازم تتلخبط…وتبقا مش عارفه هي عايزة تعمل ايه.
تنهد ضياء وقال
=عندك حق…انا السبب في اللي حصل الفترة اللي فاتت…بس اوعدكم…ان اللي حصل ده…مش هيتكرر تاني…وهنرجع زى الاول واحسن كمان.
ساميه بمكر قائله
=الله علي كلمه نرجع زى الاول دي…ياريت فعلا يا ضياء نرجع زى الاول…ومحدش يدخل بينا…ويوقع بينك وبين اولادك يا ضياء…
نهضت وديعه قائله بعصبيه
=بابا…علي فكرة الست اللي اسمها غصون دي…حاولت تمد ايدها عليا النهارده…ولولا حمزة كان زمانها موتتني…كل ده علشان بتقول ان غيث بهبله كان يليق بيا في الاول…وهو كان عارف انه عاقل لذلك اختار قمر علشانها احسن مني.
ضياء بغضب
=بتقولي ايه…بنت ال….وديني ما هسكتلها…انا قلتلها قبل كده اولادي خط احمر…وخصوصا وديعه…مش كفايه اللي عملته فيكي قبل كده…
نظرت لها ساميه بغضب وقالت
=وانتي طبعا مردتيش عليها…اه هقول ايه ما انتي خايبه زى امك…معلش لولا ان ولادها قمر وهمس انا كان هيبقالي تصرف تاني معاها.
تحدثت وديعه بغل قائله
=لا يا ماما عنك المرة دي…انا رديت عليها…وقلتلها انتي تحمدي ربنا ان بناتك اتجوزوا …واللي اتجوزوهم من جوه العيله…لولا كده كان فاتهم لسه قاعدين جمبك.
صفق ضياء علي يده قائلا بفرحه شديده
=انتي كده بقا طالعالي يا وديعه…انتي اخدتي الحق اللي يخصك…اما انا بقا هجيبلك حقك الكبير منها…وقدام عينيك…هخليكي تطرديها وقدام بناتها.
ساميه بحده
=ضياء…اللي انت بتقوله ده يا حبيبي مش هيحصل…لازم يكون معاك دليل قوى تطردها بيه…يعني مثلا…زى ما طردت ضحي زمان …وبعدين يالا تعاي ننام والصباح رباح…تصبحي علي خير يا وديعه.
دلفت ساميه الي غرفتها يتبعها ضياء بعد ما اومأت لهم وديعه برأسها…دلف ضياء ليأخذ حمام باردا يفكر اثناءه ماذا يفعل بغصون الملعونه…في تلك الاثناء نفذت ساميه خطتها بوضع مسجلات صوتيه له ليدور الحديث بينهم بعد خروجه من الحمام…نظر ضياء الي ساميه نظرت مطولا استرجع بها شبابه معها في اول زواجهم…فهتف بشغف قائلا
=يااااه يا ساميه …من زمان مشفتكيش بالشكل ده…رجعتيني تلاتين سنه لورا…ليه يا ساميه حرمتيني منك كل ده…وخلتيني ابص للرمامه.
ابتسمت ساميه بانتصار حيث ارتداءا واحدا لثوب النوم خاصتها سيجعل ضياء يتفوه بكل ما لديه فهتفت بنعومه قائله
=رمامه…يعني احساسي في محله يا ضياء…انت اتجوزت غصون بعد ما مات اخويا…بس شوف هي عملت ايه في اولادك…وقعت بينك وبينهم.
لم يستطيع السيطرة علي حاله واخذها بين احضانه يهمس كفحيح الافعي قائلا
=والله لاسففها التراب…واقلب العيله كلها عليها…حتي بناتها…وبكره تقولي ضياء قال…لما مات اخوكي…جتلي وعرضت عليا نفسها…وانا العبيط صدقتها.
هتفت ساميه بغل وحقد وهي بين احضانه قائله
=يعني مستعد تشتريني وتبيعها…مستعد تلفقلها تهمه قتل اخواتي…زى ما لفقتها لغيث…ولا في الاخر هتبيعني وتبيع اولادك…وتشتريها هي
هز راسه قائلا
=اعتبريه حصل….انا بحبك أوى يا ساميه من زمان وكنت مضايق من خطوبتك ليحيي ابن عمك…لذلك اضظريت أوهمك اني عملت فيكي حاجه علشان أفوز بيكي في الاخر.
علي الجانب الأخر بعد دلوف ساميه وضياء الي غرفتهم…دلفت وديعه هي الأخرى للنوم…ولكن لم يجافيها النوم …حيث ظلت تتذكر أحداث اليوم من بدايه شجار والدايها مرورا بجمزة الذي أصر علي اخراجها من هذا الجو وايصالها ودفاعه عنها من فتك غصون الملعونه بيها…حيث انها تأكدت في هذا اليوم ان حمزة مناسبا لها تماما رغم الحقد والغل الذي يدور بين والداها ووالده …ظلت تنظر للفراغ كثيرا وتبتسم علي مرحه وهو يقول لها
=وديعتي…انتي المفروض تشكر ربنا علي دخولي حياتك…دي حياة كئيبه…احنا عندنا عمك يحيي وخالتك ساميه أربعه وعشرين ساعه ضحك.
لوت وديعه شفتيها وهتفت بحنق قائله
=ما بلاش الثقه الزايده دي يا دكتور…مفيش ناس أخدها مرح علي طول…صعوبات الحياة بتحكم…مش هنكر اني كرهت حياتي…واتمنيت أعيش مع ناس تانيين .
لمعت في رأس حمزة فكرة خبيثه فقال لها
=ايه رأيك يا بت يا وديعه…تهربي…وتهربي معايا…تيجي نروح فرنسا أنا وانتي…ونتجوز هناك…ونرجع بالعيال…وساعتها ممكن يتغيروا…ايه رأيك بفكر كويس أنا صح؟
تعالت ضحكات وديعه والتي أذابت قلب حمزة خاصه وهي تقول
=موافقه…وأهو بدل ما نرجع شايليين عيالنا…نرجع متكيسين أنا وانت…لأن ساعتها بابا مش هيكتفي انه يجيبنا وبس…أبدا هيجبنا مقتولين.

تضايق حمزة من كل كلامها بعد كلمه موافقه وهتف بحنق قائلا
=علي فكرة يا وديعه…أنا ما بخافش…انتي بس واخده عني فكرة غلط…علشان بضحك وبهزر كتير…أبقس جبان…لازم تعرفي ان اللي تتجوز حمزة الشريف وتبقي ملكه …محدش يقدر يمس شعرة منها…حتي لو كان أبوها.
هنا علمت وديعه أنها أخظأت عندما استهزأت به فهتف بصوت منخفض قائله
=حمزة انت زعلت مني…أنا مش بقصد…أنا لقيتك بتهزلر…قمت مهزرة أنا كمان…تقدر تقول عدوى من كتر ما بقعد معاك الأيام اللي فاتت…وبعدين انت ازاي تظن بيا كده…وانت لسه مدافع عني من المتوحشه غصون…رغم اني مفيش بيني وبينك أي رابط.
ابتسم حمزة بخبث قائلا
=وربي وما أعبد يا وديعه…هيبقي في رابط ما بينا…ورابط قوى كمان…وبكره تقولي حمزة قال…حتي لو هخظفك.
اتسعت حدقه عينيه وكادت أن ترد عليه لولا أنه أوقف السيارة وفتح الباب من ناحيه وديعه قائلا بلهجه أامره
=انزلي بسرعه جرى علي بيتكم…ونامي بدرى…مش عايز تأخير بكره علي العياده.
كل هذا ظلت تتذكره وديعه وهي مبتسمه تتذكر حبها الطفولي لغيث الذي لم يستمر ونهايه بحب حمزة واقتحامه لمشاعرها علي طريقته المرحه.

في الطائرة المتوجهه الي مصر حيث كان تستقلها خلود…ايضا كان يوجد بها حازم ابن اخت غصون…فقد جاء الي مصر طبقا لاوامر خالته…طامعا بينه وبين نفسه انه بعد التوقيع بين قمر وغيث…يقوم بنفس الوقيعه بين شادي وهمس…والمكسب من قمر هو ثروتها …اما المكسب من همس فهي نفسها…حيث انه منذ قديم الزمن شغوفا بهمس…اما عن خلود فقد جاءت الي مصروفقا لرغبه غيث لاثارة غيرة قمر نحوه …ولم تكن صدفه انها تستقل نفس الطائرة التي بها حازم…بل تخطيط مسبق منها فهي تعرفه جيدا وتعرف هدفه…الذي يتوافق مع هدفها…حيث انها حجزت تذاكر نفس الطائرة …وحجزت ليكون بجوارها…لكي تقوم باتفاق بينها وبينه…حيث ان الهدف مشابه…كانت تجلس واضعه قبعه الراس علي وجهها الي ان اتي وجلس بجوارها والق عليها التحيه…لتزيح قبعه الراس وتغمز لها مبتسمه بمكر لتبرق عينيها ويرتبك كثيرا ويقول
=خلود!مش معقول…ايه المفاجاه الحلوة دي…ده انا لسه كنت بفكر فيكي…واقول فينك يا خلود…بقالك زمان مطنشاني…من ساعه ما سبت مصر…انتي ايه اللي جابك فرنسا
نظرت له بتذمر ولوت شفتيها قائله
=اتخطبت… بس يا فرحه ما تمت…خدتها واحده اسمها قمر وطارت…جد البيه اللي كنت مخطوبه ليه اذ فجأة اصدر فرمان ان غيث لازم يرجع …وأنا بالنسبه ليه كنت مسكن…فما صدق ورجعلها.
انتبه حازم لاسمي قمر وغيث فهتف قائلا
=اوعي يكون قصدك علي قمر بنت خالتي.

لوت خلود شفتيها وقالت
=هي يا سيدي. .
صفر حازم باستمتاع وقال
=سابك!بقا حتي يسيب حته الكريز دي…طب كان مثلا ينزل ياخد اللي هو عايزة …ويبقا يجي يحلي عندك…طب وانتي ايه اللي منزلك مصر؟

ربطت حزام الامان وهي تنظر امامها بوعيد قائله
=جيت اخد حقي…ما هو مش خلود اللي تسيب حقها كده وتستسلم…ناويه افرق بينهم…ويبقا غيث ليا انا لوحدي…وهي بقا مش هيحلا في عينها بعد السنين دي كلها.
حازم مال عليها بخبث قائلا
=وافرضي يا خوخه انه مسمحلكيش تدخل ما بينهم…قصدي يعني هتروحيله باي مناسبه…افرضي حرجك ولا طردك…هتعملي ايه ساعتها؟
خلود بسخريه قائله
=ماهو انت متعرفش …ان الهانم مدوخاه…ومش عارفه يخليها تميل له…يقوم يعمل ايه…يدور علي اكتر واحده عرفها تقدر تخلي قمر تدوب في عشقه…علشان كده انا جايه بدعوة منه.
لمعت براس حازم فكرة خبيثه فقال
=حلو قوى…يعني انا وانتي في مركب واحده…انا كمان جاي بدعوة من خالتي…دعوة للتفريق بينهم…معني كده ان هدفنا واحد …ونقدر نساعد بعض.
ابتسمت خلود وعضت علي شفتيها لانها بحديثه وصلت الي هدفها بمساعدته بدون الحاق اللوم بها فاستدارت وقالت له
=نساعد بعض …امممم…والله دي فرصه مقدرش ارفضها…وخصوصا لما تكون منك انت يا حازم…وانا اخد غيث …وانت تاخد قمر…بس علي حد علمي انت مش بتحبها .
حازم بخبث
=ولا عمرى بقبلها…دي بت بارده…بس طالما هوصل في الاخر لهدفي …وهي هموسه حبيبه قلبي…يبقا قشطه…وساعتها اقدر اساوم خالتي.
ابتسمت خلود وهي تكتم ضحكاتها قائله
=حظك ان احنا في الطايرة…كنت رقصت من الفرحه…انت وقعت ولا الهوا رماك…لا وايه انت هتاخد البت بفلوسها…وانا كمان غيث بفلوسه.
نظر لها حازم بمكر وقال
=خسارة يا خلود…الجمال ده كله يروح لواحد اهبل…انا عارف حبتيه علي ايه…ياريتني كان معايا فلوس ربعه حتي…يدي الحلق للي بلا ودان.
قطبت خلود جبينها وقالت
=اهبل…مين ده اللي اهبل…الاهبل ده اعقل مني ومنك…ده اتفاق بينه وبين جده قبل ما ينزل مصر…علشان القضيه بتاعت ابوه…ياريته ما نزل.
نظر لها باستغراب وتذكر ان خالته لم تصارحه بهذا الشئ واوهمته انه ليس قيمه له ولا داعي للخوف منه ليزفر بحنق قائلا
=ياريتني انا اللي ما نزلت يا شيخه…منك لله يا خالتي…ربنا يوريني فيكي يوم…بقا تضحكي عليا وتقوليلي ده اهبل ومتخافش ومش هيعملك حاجه؟
فرجت خلود شفتيها وقال
=ايه ده انت خايف منه بجد…وكنت مفكره اهبل…ههههه ضحكتني وانا مليش مزاج اضحك…بلعت الطعم يا اخويا…بس قولي انت مالك خايف منه كده ليه هاا.
فكرة استدعاء الماضي تمثل خوفا له فربط حزام الامان لديه وارتبك قائلا
=زمان قبل الحادثه اللي عملها…كنت واقف في الجنينه وكنت بعاكس البت همس…قام رزعني حته علقه وجرجرني ورماني بره القصر.
مالت عليه خلود بخبث قائله
=كنت بتعاكسها…اتاريك مش سهل من يومك…بس تعرف كده كويس…هو عارف نواياك علي همس مش قمر…وكده تقدر تلعب براحتك
حازم بحيرة
=تفتكرى يا خلود…بس برضه انتي مش فاهمه…انا مطلوب مني انه يشوفني معاها في اوضاع تخليه يرمي يمين الطلاق فورا…بس ده مش هيمنعه يقتلني من الضرب الاول.
خلود بحده
=ما تجمد كده…هو ايه اللي يضربك …ليه دراكولا…اي واحد بيشوف مراته في وضع زى ده بينهار…وخصوصا غيث …لان قمر دي عشقه.
اخذت خلود تفكر في الامر الي ان جائتها فكرة جيده
= الجوابات اللي كانت بتجيله منها وانا بمنع توصيلهاله….اهو .انت محتاجها يا حازم . دلوقتي… وهي معايا دلوقتي واشيل اسمه من .عليها وأكتب اسمك
أكملت خلود بخبث قائله
= يا حبيبي …ودي فرصتي برضه…انا اللي منعت الجوابات دي عنه…وكنت ناويه اعملها طعم علشان اوقع بينه وبينها…بس مكنتش لاقيه الطرف الاخر.
ابتسم حازم ابتسامه انتصار قائلا
=واديكي لقيتي الطرف التاني يا خلود…شفتي بقا احنا الاتنين هدفنا واحد ازاي…لا وايه مكملين بعض في خططنا…بس لازم منبانش اننا نعرف بعض.
اخرجت خلود شيكا نقديا من حقيبتها بقيمه مليون دولار واعطته اياه مع قلم دهبي لتقول
=حازم يا حبيبي…مش عايزاك تفهمني غلط…علشان اديلك جوابات قمر…لازم تمضيلي علي الشيك ده…علشان لو فتنت عليا …اعرف اخد حقي منك.
هز حازم رأسه بالموافقه …حقا ليس غيث الاهبل…انما حازم هو الاهبل ليمضي علي هذا شيكا للمحتاله خلود…التي تنوى انهاء الكل مقابل الظفر بغيث.
في القصر وبالتحديد في غرفه قمر وغيث…اخذت قمر حماما لينعشها ثم خرجت لترتدي ملابسها علي عجاله لانها علمت بمجئ غيث…فارتدت كنزة فيروزيه واسعه باكمام ومن شده وسعها يسقط عنها كتفها الايمن…وارتدت من اسفلها شورت ابيض بخطين ازرق من الجانب …في مظهر شورتا رياضيا…اغلقت سحابه…ولكن تعثرت في غلق زره الاعلي…ظلت تنظر الي المراءة جيدا فوجدت ان بطنها امتلئت قليلا…تذكرت كلمات شادي بضرورة اتمام الزواج…حتي لا يحدث حملا…شهقت وحدقت لنفسها في المراءة …وظلت تتذكر اخر مرة جائتها العاده الشهريه…واخيرا تذكرت انها جاءت بعد اسبوع من زفافها علي غيث…وانا هذا الموعد التالي لها…فتنهدت بارتياح …وعلمت ان سبب علو بطنها هو ان موعدها اتي…أيضا تذكرت حديث عمتها وتأكيدها أنه ملعوب من ضياء…فهزت رأسها كثيرا لتخرج هذه الافكار السلبيه…لتحاول الاقتراب من غيث.ولتشعره بحبها…وتأكدها من أمر شادي…ولكن لا بد ان تحلع هذا الشورت حتي لا تظهر عليه علاماتها…كادت ان تخلع لتتفاجئ بدخول غيث عليها فارتجفت ورفعته لاعلي وظلت تنظر اليه بتوتر…وجدها متعثرة في قفل الزر الاعلي للشورت فاخذها من يديها التي تحاول قفل الزر واجلسها علي الاريكه ليجلس خلفها محتضنها من خصرها واضعا ذقنه علي كتفيها …ممتده يده الي الامام وبحرفيه يقفل الزر بمنتهي السهوله ليمرر انفه في تجويف عنقها قائلا بشغف
=تمام كده يا قمرى…شفتي اتقفل ازاي بسرعه…كنتي هتقلعيه وهتجيبي غيره وبرضه مش هيقفل…الحاجات دي معموله علشان انا بس اللي اقفلها.
اخفضت وجهها حتي وصل الي مقدمه صدرها تتحدث بخجل قائله
=ما هو علشان كده …مكنتش هلبس الحاجات دي…كنت هلبس بنطلون مش شرط شورت…الجو بدأ يسقع…وانا بجد سقعانه..مكنش في داعي تتعب نفسك.
اغمض غيث عينيه بألم وتنهد بتعب وادارها لتصبح امامه ووضع يده علي ذراعيها قائلا بخبث
=تعبك راحه يا قمرى…وبعدين انتي سقعانه ليه…ده الجو حر خالص…تكونيش داخله علي دور برد…طمنيني …لو عايزة مسكن ابعت اجيبلك .
جحظت عين قمر وقالت بارتباك
=مسكن!مسكن ايه…وليه اساسا…كل ده علشان حاسه ان الدنيا ساقعه…عادي يمكن من التكييف…وبعدين انا اسقع براحتي …هو تحقيق؟
وضع يده علي بطنها المنتفخه لتشهق فيبتسم لها قائلا
=انتي تخنتي يا قمر…ولا انا اللي بيتهيألي…بصراحه انتي كنتي امبارح زى الفراشه…النهارده سقعانه ومتوترة…وبطنك تخنت…دي هرمونات صح.
ابتعدت عن احضانه قائله بحنق
=هرمونات ايه…ايه اللي انت بتقوله ده…ميصحش علي فكرة …دي قله ادب منك…ايش دخلك انت في الحاجات دي…اكيد مجرب اه …صح مجرب.
جذبها اليه بقوة ليقبلها في خديها بقوة قائلا
=من ناحيه مجرب …فانا مجرب قوى…جربته مع اول واحده حبتها في حياتي…وتقريبا كده مع اول مرة ليها…لما جرت واستخبت مني.
اخذت تتملص منه قائلا بحنق
=اوعي كده…انت بتتكلم عن مين…وعن ايه بالظبط…لا بجد كده كتير…انت بتدخل في امورى الشخصيه كمان…عيب والله عليك…انت منين جالك الكلام ده.
جذبها بجواره قائلا بحنان
=خلاص متزعليش مني…حقك عليا…انا اسف…انا كان قصدي اكسر حاجز جديد بينا…وبعدين انا بكلمك كده علشان متتحرجيش مني.
نظرت له قمر نظرة امتنان وقالت
=ماشي يا غيث…عموما شكرا ليك…ممكن بقا الفترة الجايه مضايقنيش…لان اقسم بالله ان هرموناتي لما بتطلع…ممكن اطلع روح اللي قدامي.
تصنع غيث الحوف وقال
=لا وعلي ايه…يا روح ما بعدك روح…انا امي معندهاش غيرى…ولو انا روحت…لو اتجوزت معدتش هتعرف تخلف…الا بقا لو في حفيد يعوضها.
اشاحت قمر بوجهها الي الجانب الاخر قائله بحزن
=حفيد…اكيد طنط مشتاقه لحفيد…بصراحه هي تستاهل اكتر من حفيد…ولازم يكون حفيد من اصل يشرف…غيث…انا عايزة اقولك عل….
ولم تكمل جملتها حيث وضع يده علي شفتيها لتشهق من قبضته ونظرته المرعبه وهو يجز علي اسنانه من الغيظ قائلا
=انا اللي هقولهالك تاني وتالت ورابع…مش عايز اسمع كلامك الفارغ ده تاني…الحفيد ان شاء الله ربنا هيكرمنا بيه…وهيكون منك انتي.
تناولت يده من علي شفتيها برقه لتقبل باطن كفه وترفع عينيها قائله بحنان
=مش هقدر يا غيث…صدقيني حاولت كتير …ومش قادرة انسي…اينعم انا متأكده خاصه بعد ما عمتو وانت اكدتوا ليا…بس في غصه في قلبي من جوه مانعاني.
اخذ راسها في يديه بقوة قائلا بهمس
=الغصه دي سببها معروف…ان انتي اساسا مش متقبلاني كزوج…ولا عمرك حبتيني…زى ما انا بحبك…انتي حبيت تتجوزى مسخ يكون معاكي وبس.
هزت رأسها بالرفض قائله بحزن
=انا عمرى ما حسيت انك مسخ…كنت دايما بكذب الكل …واصدق احساسي…احساس انك اعقل مني ومن الكل…وده اللي دفعني اني اتجوزك.
ضمها اكثر اليه قائلا
=بجد يا قمر…انتي اتجوزتيني وانتي حاسه اني معنديش حاجه…ولا بتضحكي عليا وخلاص…عارفه ده معناها ايه…انك عندك شغف…
ارتفعت انظار قمر اليها قائله بولع
=ده اكتر من الشغف بيك…شئ مش قادرة افسره…شئ منعني اني اكمل خطوبتي لشادي…وكل يوم كنت بخترع له سبب جديد…علشان انت كنت محور تفكيرى.
اخذ غيث يملس بظهر اصابعه علي وجهها قائلا
=اخيرا اخدت منك نص الاعتراف…اني محور تفكيرك…ده في حد ذاته انجاز…كفايه انك حسيتي احساس عايشه بقالي سنين…عقبال باقي الاعتراف.
قطبت قمر جبينها وقالت
=نص الاعتراف…اعتراف ايه معلش…هو لما تكون محور تفكيرى يبقا ده اعتراف…طب ما الكل اتهمني اني حتي بحبك…اشمعني انت ما شكتش في كده؟
عندما سمع منها كلمه بحبك مهما كان معناها او سياقها …وجد نفسه يلتهم شفتيها في قبله عاصفه لتشهق داخل تجويف فمه وتغمض عينها…وتبادله قبلته حتي تركها لتأخذ متسعا من الهواء …وهي ما زالت مغمضه العينين ليقبلها علي عينيها قائلا بحنان
=الشك حاجه …والاعتراف حاجه تانيه…انا اعترفتلك اني بحبك كتير…انتي بقا يا ترى هيجي اليوم اللي هتعترفي فيه…ولا انا مليش نصيب؟
فتحت عينيها ببطء قائله برقه
=انت لازم يكون ليك نصيب في كل حاجه حلوة…لازم ربنا يعوضك عن سنين الحرمان اللي عشتها بعيد عن عيلتك…لانك بجد غيث مطر بيفيض علي الكل وبينقذهم ايام الجفاف.

مسك يديها وقبلها بعنايه قائلا بحنان
=وانتي القمر اللي بينور لي دنيتي…من قبل ما امشي واسيبكم…ولما رجعت…ودلوقتي كمان…اوعديني يا قمر …اوعي تخفي قمرك عني مهما حصل بينا.
وضعت يدها علي صدره قائله
=حاضر…اوعدك انه مهما حصل…انا وانت مش هنسيب بعض…رغم اني عمرى ما سيبتك لحظه…ولما كنت مسافر كنت دايما في بالي.
قطب غيث جبينه لما تقوله عن انه اثناء سفره كان ببالها وحاول الاستفسار منها عن هذا الشئ ولكن وجدها متعبه وجسدها ساخن فما كان عليه ان ينهي هذا الحوار بينهم مبتسما لانه اخذ خطوة جديده في طريق سعادتهم ااملا بغد مشرق تتجدد فيه السعادات بعيدا عن الهموم والاحزان…
رواية طفلة البلال الفصل السادس 6 بقلم وحيدة كالقمر